نبذه عن تاريخ النجف الاشرف
مدينة النجف من المدن الشيعية المقدسة تقع في محافظة النجف في العراق ومعنى كلمة النجف هو المكان الذي لا يعلوه الماء, يوجد بها ضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع) و الحوزة العلمية في النجف تعتبر مركز مهم للمرجعية الشيعية في العالم وينزعم الحوزة الآن آية الله العظمى السيد علي السيستاني .
تاريخ المدينة
النجف في اللغة : مكان مستطي يعلوه الماء بدأت النجف كمنتجع ثم مدينه للمناذرة في القرن الرابع الميلادي وبعد الإسلام اكتسبت أهمية وقدسية حيث يقع فيها ضريح الإمام علي بن أبي طالب (ع) عندما حضر العالم الكبير الشيخ نصير الدين الطوسي قبل اكثر من الف سنة الى النجف اسس فيها حوزة علمية (اي جامعة اسلامية حسب المذهب الشيعي) يدرس فيها مختلف العلوم الدينية واللغوية فأقبل عليها الطلاب من جميع انحاء العالم فازدهرت وكثرت مكتباتها وشيدت فيها مدارس واصبحت من اهم المدن من الناحية العلمية للشيعة وفيما ذكر المؤرخون حول نشأت النجف الأشرف وبداية تاريخ تمصيرها : انها تتردد بين سنة (155هـ) وسنة (170هـ)وذلك حينما شيدت أول عمارة على قبر الأمام أمير المؤمنين (ع) التي كانت العامل الوحيد في نشأت المدينة وفي توسعها وتطورها.
يقول الشيخ آل محبوبة : (( فنشأت العمارة حول المرقد المقدس سنة 170 وقطن النجف بعض العلويين والخاصة من الشيعة , ثم توسعت البلدة وتلاحقة العمارة بتوالي الاعوام وأخذت بمصير وافر من العمران حتى لم ينقض القرن الرابع الهجري الا وفي النجف من السادة العلوية ألف وتسعمائة عدا غيرهم من الشيعة.
وتقدمت النجف تقدما باهرا من حيث العمران والعلم وأزدحام السكان في القرن السابع والثامن في عصر السلطة الشيعية الجلائرية والايلخانية في العراق , فأنهم بذلوا جهودهم ونقدوا أموالا طائلة من خزائنهم , فعمروا فيها المدارس والمساجد الحانقاهات (التكايا) وأجروا أليها الانهار وأدروا الارزاق والأعاشة على من حل بها كما فعل قبلهم البويهيون فأنهم هم اللذين أسسوا قواعد المرقد المعظم وشيدوا بازائه المساجد والدور لمن جاور بالنجف ووصولهم بالأموال الكثيرة والصلات الثمينة , واحاطوها بالامن ونظروا أهلها بين التبجيل ل منقاد ولاوالأحترام)) .
ضريح الإمام علي عليه السلام
موقعه:
يقع مرقد الامام أمير المؤمنين علي (ع) في وسط المدينة القديمة ... وهو أبرز معلمة كبرى من معالمها الخالدة .
تاريخه :
ان أختيار هذا الموضع المعروف قبرا للأمام أمير المؤمنين (ع) كان بوصية منه . ففي المروي عن مولى لأمير المؤمنين (ع) (( لما حضرت أمير المؤمنين - عليه السلام- الوفاة , قال للحسن والحسين : أذا أنا مت , فاحملاني على السرير - الى أن قال : ثم أتيا بي الغريين , فأنكما ستريان صخرة بيضاء , فأحتفروا فيها فأنكما ستجدان فيها ساحة , فأدفناني فيها )).
وكانت وفاة الامام أمير المؤمنين (ع) في شهر رمضان من سنة (40هـ).
الموقع
تقع المدينة على حافة الهضبة الغربية من العراق ، جنوب غرب العاصمة بغداد وعلى بعد 160 كم عنها. و ترتفع المدينة 70م فوق مستوى سطح البحر ، وتقع على خط طول 44 درجة و19 دقيقة ، وعلى خط عرض 31 درجة و59 دقيقة. يحدها من الشمال والشمال الشرقي مدينة كربلاء ( التي تبعد عنها نحو 80 كم ) ، ومن الجنوب والغرب منخفض بحر النجف ، وابي صخير ( الذي تبعد عنه نحو 18 كم ) ، ومن الشرق مدينة الكوفة ( التي تبعد عنها نحو 10 كم ).
معالم المدينة
النجف بلدة واسعة واقعة على رابية مرتفعة ، فوق ارض رملية فسيحة ، تطل من الجهة الشمالية الشرقية على مساحة واسعة من القباب والقبور منها الدارس ومنها لم يزل بارزاً للعيان ، وهذه المقبرة العظيمة تدعى وادي السلام ، وتشرف من الجهة الغربية على بحر النجف الجاف ، ويشاهد القادم من مسافة بعيدة مرقد الامام علي بن أبي طالب(ع) الذي يقع في وسط المدينة تتجلى فوقه قبة كأنها قطعة من ذهب الإبريز تطاول الشمس لمعانا. و تبلغ مساحة المدينة نحو 1338 كم2 ، شوارعها مستقيمة فسيحة وعماراتها جليلة مرتفعة واسواقها عريضة منظمة ولا سيما السوق الكبير الذي يبتدئ من سور المدينة الشرقي وينتهي عند صحن الامام علي(ع).
ومن المزارت الدينية الأخرى بالمدينة :و في الكوفة عدة مراقد منها: ـ مرقد مسلم بن عقيل (ع ) ومرقد هاني بن عروة ( ع ) ، ومرقد ميثم التمار ( ع ) ، ومرقد المختار بن أبي عبيدة الثقفي.
جامعة الكوفة بين مد التأريخ وجزره:
سارت هذه الجامعة الكبرى منذ بدأ تأسيسها وتركزها على يد الشيخ الطوسي حتى عصر السيد بحر العلوم , أي منذ القرن الخامس الهجري حتى أوليات القرن الثالث عشر الهجري .
سارت بين مد التأريخ وجزره , حيث وجدت مراكز جامعية أخرى , وحركات علمية غيرها , خلال هذه الفترة المذكورة .
فقد استمرت الحركة العلمية قائمة في جامعة النجف منذ عصر الشيخ الطوسي حتى منتصف القرن السادس الهجري حيث نشطت الحركة العلمية في الحلة لوجود الشيخ محمد بن أدريس الحلي 558 - 598هـ صاحب كتاب (السرائر) في الحلة.
ومن ألمع العلماء الذين تعهدوا رعاية الحركة العلمية في جامعة النجف بعد الشيخ الطوسي خلال الفترة المذكورة .
هم :
((آل الشيخ الطوسي)) و ((آل شهريار)) خزنة الحرم الشريف وسدنته .